حققت في سنوات معدودة ما لم يحققه نجوم كبار في عمر بأكمله، فحصدت جوائز موسيقية عدة وتألقت في برنامج تلفزيوني خاص بها وغزت عالم السينما، وفوق هذا وذاك صارت نجمة المراهقين المفضلة.
إنها مايلي سايرس، نجمة موسيقى البوب الأمريكية الشابة التي يعرفها جمهورها ومحبوها باسم "هانا مونتانا"، وهي الشخصية التي تجسدها في مسلسل تلفزيوني، وأطلقت شهرتها في عالمي الموسيقى والتمثيل على حد سواء.
وفي الوقت ذاته، فإن هذا النجاح هو الذي جعل من سايرس نجمة مثيرة للجدل، بسبب بعض تصرفاتها كمراهقة، رأي البعض أنها "جامحة للغاية".
ولدت مايلي سايرس عام 1992 في مدينة ناشفيل بولاية تينسي الأمريكية -وهي إحدى الولايات الجنوبية، حيث اكتسبت مايلي شخصيتها الريفية، وظلت علامتها المميزة حتى الآن، كما أن نشأتها المميزة في كنف أسرة موسيقية ساعدها على الصعود السريع، حيث يحترف كل من والديها بيلي راي سايرس، وتريشا سايرس الغناء الريفي الأمريكي.
ترانيم الكنيسة
بدأت موهبتها في الغناء تظهر منذ سن مبكرة في مزرعة أسرتها، حيث لاحظ أبواها قدرتها على أداء الألحان المختلفة، بالإضافة إلى تقديم الترانيم في كنيسة المدينة، كما بدأ ولعها بالتمثيل منذ الصغر، وتحديدا خلال فترة إقامة أسرتها في كندا.
جاءت فرصتها الأولى من خلال مسلسل تلفزيوني كان يقوم والدها ببطولته بعنوان "دوك"، ثم حصلت على عدة أدوار صغيرة، من بينها دور في فيلم "السمكة الكبيرة" للمخرج تيم بيرتون.
ولفتت هذه الأدوار على صغر حجمها نظر مؤسسة ديزني إلى هذه الموهوبة الصغيرة، فتم اختيارها بين عدة مرشحات لدور البطولة في المسلسل التلفزيوني "هانا مونتانا".
وفي سن الثانية عشرة، تمكنت مايلي بعد عدة تجارب من أن تنتزع دور البطولة من بين عدة مرشحات، لتلعب دور فتاة تدعي مايلي أيضا، والتي تحاول أن تحفظ التوازن بين حياة كمطربة معروفة تسمي نفسها "هانا مونتانا" وبين حياتها اليومية كفتاة عادية للغاية.
ومن المواقف الطريفة أن والد مايلي، اضطر إلى تقديم تجربة أداء أمام ابنته للحصول على دور الأب في المسلسل، وهو الذي حاز عليه في نهاية المطاف.
بدأت مايلي في أداء دورها في المسلسل في عام 2006 ولا يزال مستمرا بنجاح متواصل على قناة ديزني حتى الآن، وفي الوقت ذاته قامت مايلي باستغلال شخصية "هانا مونتانا" لتقديمها في عدة حفلات غنائية، كان أبرزها حفلتها في العاصمة البريطانية لندن عام 2007 التي شهدت حضورا مكثفا من جمهور الشباب والمراهقين.
غزو هوليوود
وفتح المسلسل لمايلي باب المشاركة في أعمال سينمائية أخرى من بينها الجزء الثاني من سلسلة أفلام "مسرحية المدرسة الغنائية" والتي ظهرت فيه بدور صغير، ثم فيلم الرسوم المتحركة "بولت" عام 2008، والذي أنتجته ديزني أيضا وتقاسمت مايلي بطولته مع النجم جون ترافولتا، والذي شهد أغنية "دويتو" مشتركة بين الاثنين.
وفي الفترة ذاتها تقريبا، نجحت سايرس في حصد عدة جوائز موسيقية مختلفة، من بينها "جوائز اختيار الأطفال" و"جوائز اختيار المراهقين"، إضافة إلى الترشح مرة واحدة لجوائز جولدن جلوب عن دورها في فيلم "بولت".
فضائح الشهرة
بيد أن نجاح " هانا مونتانا" كان له وجه آخر، بدا واضحا في عام 2008، حين قامت مجلة "فانيتي فير" بالتقاط عدة صور لمايلي في جلسة تصوير خاصة، وكان من بينها صورة تبدو فيه مايلي -التي لم تكن قد تجاوزت الخامسة عشرة من عمرها وقتها- عارية الظهر تماما، إلا من ملاءة بيضاء تسترها.
وأثارت الصور كثيرا من الجدل في الولايات المتحدة، واعتبرها كثيرون مظهرا لا يليق لفتاة مراهقة ينظر إليها كثير من أقرانها على أنها قدوة لهم، مما اضطر المجلة في نهاية الأمر إلى سحب الصورة.
وفي محاولة منها لتعديل صورتها التي أصابها الضرر جراء هذه الصور، اشتركت مايلي في حملة دعائية لأحد شركات الحليب، وظهرت على واجهة الإعلان وهي تشرب كوبا من الحليب وتبتسم قائلة: "هل شربت الحليب اليوم؟"، في محاولة منها للحفاظ على صورتها الطفولية البريئة.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تكون فيها مايلي موضعا لكثير من الجدل، حيث سبق ذلك وفي عام 2007 أزمة أخرى تعرضت لها مايلي، بسبب خبر نشرته إحدى مجلات المراهقين، مدعية أن مايلي حامل، وهو ما ثبت أنه مجرد إشاعة فيما بعد، مما اضطر المجلة للاعتذار.
إلا أن هذه الأزمات على ما يبدو لم تؤثر كثيرا في شعبية سايرس التي انتهت مؤخرا من تصوير فيلم جديد بعنوان "هانا مونتانا: واحدة في المليون" والذي يعد استكمالا للمسلسل التلفزيوني، ويشارك فيه نفس أبطال المسلسل بمن فيهم بيلي راي سايرس واميلي أوزمونت وغيرهما. وتعد هذه هي خطوة أولي لسايرس نحو البطولة المطلقة على الشاشة الفضية، إلا أنها -وكما يؤكد المقربون منها- لن تكون الأخيرة
م
ن
ق
و
ل